للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اقترَبَ الزَّمَانُ لمْ تكدْ تَكذِبُ رُؤْيا المؤْمِن ِ، وَرُؤْيا المؤْمِن ِ جُزْءٌ مِنْ سِتةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَمَا كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنهُ لا يَكذِب».

* وَأَنهَا لا اعْتبَارَ لها في الأَحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ، فلا يثبتْ بهَا شَيْءٌ لمْ يثبتْ، وَلا ينفى لأَجْلِهَا شَيْءٌ ثابت.

* وَلا يُجْزَمُ بصِدْقِهَا، وَلا يُعْرَفُ صِدْقهَا إلا َّ بَعْدَ وُقوْعِهَا، بخِلافِ الوَحْيِّ، فيعْرَفُ صِدْقهُ قبْلَ وُقوْعِه.

وَيُسْلك ُ فِيْهَا مَسْلك ُ أَخْبَارِ بَني إسْرَائِيْلَ - التي لمْ يَرِدْ شَرْعُنَا بتَصْدِيْق ٍ لها وَلا برَدٍّ- لا تُصَدَّقُ وَلا تُكذَّبُ، كمَا قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَدَّثكمْ أَهْلُ الكِتَابِ: فلا تُصَدِّقوْهُمْ وَلا تُكذِّبوْهُمْ، وَقوْلوْا آمَنّا باِللهِ وَرُسُلِه.

فإنْ كانَ بَاطِلا ً لمْ تُصَدِّقوْهُ، وَإنْ كانَ حَقا لمْ تُكذِّبوْه» رَوَاهُ الإمَامُ أَحْمَدُ في «مُسْنَدِهِ» (٤/ ١٣٦) وَأَبوْ دَاوُوْدَ في «سُننِه» (٣٦٤٤).

وَلا سَبيْلَ إلىَ الجزْمِ بهَا إلا َّ مِنْ طرِيْق ِ الوَحْيِّ، كمَا في قِصَّةِ يُوْسُفَ عَليْهِ السَّلامُ مَعَ مَلِكِ مِصْرَ وَمَعَ الفتَيَين ِ اللذَين ِ سُجِنَا مَعَهُ، فإنهُ بيَّنَ لهمْ تَأْوِيْلَ رُؤْياهُمْ، وَكانَ ذلِك َ وَحْيًا، لا رَجْمًا باِلغيْبِ: فجُزِمَ بصِدْق ِ تَأْوِيْلِهِ عَليْهِ السَّلامُ وَإنْ كانَ قبْلَ وُقوْعِه.

وَكمَا كانَ يَفعَلهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثِيرًا مَعَ أَصْحَابهِ بَعْدَ صَلاةِ الفجْرِ، فرَوَى البُخارِيُّ في «صَحِيْحِهِ» (١٣٨٦)، (٧٠٤٧) وَمُسْلِمٌ (٢٢٧٥) عَنْ

<<  <   >  >>