للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه ٢٠/ ١١٤].

ويجب أن نأخذ في اعتبارنا- عندما نبحث هذا الفصل- عنصراً آخر خارجياً يؤكده بدوره، هو عنصر الصياغة الخاصة بالحديث، فلقد قيل- وهو القول الحق: "إن الأسلوب هو الرجل".

ومن المقطوع به أن الأحاديث المحمدية، والوحي القرآني يمثلان أسلوبين لكل منهما طابعه، وصياغته الخاصة.

فالعبارة القرآنية لها نسق وجرس تعرفه الأذن، ولها هيئة تركيبية وألفاظ خاصة، فليس من الخطأ أو الغلو في شيء أن يقال: إن الأسلوب القرآني معجز، لا يتسنى لأحد الإتيان بمثله.

ولئن كان قد روي أن الشاعر الكبير (المتني) قد حاول- دون جدوى- أن يقلده، فإن التاريخ يسجل محاولة معينة في هذا السبيل هي محاولة (البيان العربي) الذي كتبه (الباب).

لكنها لم تكن سوى محاولات يائسة (١).

وبعد، فليس لأحد أن يرتاب فيما تحتويه هذه الآيات من فصل قاطع تاريخي ونفسي بين الفكرة المحمدية والوحي القرآني، ذلك الفصل الذي- متى استقر في شعور النبي- أضاء جوانب الظاهرة القرآنية.

...


(١) راجع (البابية والإسلام Le Babisme et L'islam) للشيخ عبد الرحمن تاج.

<<  <   >  >>