للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦ - حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْمُقْرِئُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ، رَحِمَهُ الله، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ مِهْرَانَ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخُرَاسَانِيُّ، بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، ثنا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ لَهُ طَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَةٌّ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: " يَأَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا ".

وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ، وَيَقُولُ: يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَذَّابٌ فَلا تُصَدِّقُوهُ.

فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: غُلامُ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَفْعَلُ بِهِ؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى.

فَلَمَّا أَسْلَمَ النَّاسُ وَهَاجَرُوا، خَرَجْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ نَمْتَارُ مِنْ تَمْرِهَا.

قَالَ: فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ حِيطَانِهَا وَنَخْلِهَا.

فَقُلْنَا: لَوْ نَزَلْنَا فَلَبِسْنَا ثِيَابًا غَيْرَ ثِيَابِنَا هَذِهِ.

إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فِي طِمْرَيْنِ لَهُ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا: مِنَ الرَّبَذَةِ.

قَالَ: فَأَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قُلْنَا: نُرِيدُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ.

قَالَ: مَا حَاجَتُكُمْ فِيهَا؟ قُلْنَا: نَمْتَارُ مِنْ تَمْرِهَا.

قَالَ وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا، وَجَمَلٌ أَحْمَرُ مَخْطُومٌ بِحَبْلٍ , قَالَ: تَبِيعُونِي جَمَلَكُمْ هَذَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ، بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ.

قَالَ: فَمَا اسْتَوْصَعَنَا مِمَّا قُلْنَا شَيْئًا، فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ وَانْطَلَقَ، فَلَمَّا تَوَارَى عَنَّا بِحِيطَانِ الْمَدِينَةِ وَنَخْلِهَا، قُلْنَا: مَا صَنَعْنَا وَاللَّهِ مَا بِعْنَا جَمَلَنَا مِمَّنْ نَعْرِفُ، وَلا أَخَذْنَا لَهُ ثَمَنًا.

قَالَ: تَقُولُ الْمَرْأَةُ الَّتِي مَعَنَا: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلا كَأَنَّ فِي وَجْهِهِ شَقَّةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَنَا ضَامِنَةٌ مِنْهُ لِثَمَنِ جَمَلِكُمْ.

قَالَ: إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ , هَذَا ثَمَرُكُمْ فَكُلُوا وَاشْبَعُوا، وَاكْتَالُوا وَاسْتَوْفُوا.

فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، وَاكْتَلْنَا فَاسْتَوْفَيْنَا، ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْنَا مِنْ خُطْبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «تَصَدَّقُوا إِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، أُمَّكَ، وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ، وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ».

إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا فِي هَؤُلاءِ دَمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

قَالَ: «إِنَّ أُمًّا لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ».

ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ الأَسَدِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ الْكُوفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُرْوَى عَنْهُ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ مِنْ أَغْرَبِهَا.

وَأَبُو جَنَابٍ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ حَيٍّ أَبِي حَيَّةَ، كُوفِيٌّ مِنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَمَحَلُّهُ الصِّدْقُ، إِلا أَنَّهُ يُدَلِّسُ أَحْيَانًا، يَرْوِي عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الأَئِمَّةِ

<<  <   >  >>