للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عن الرسول. وكذلك أنبياء بني إسرائيل يأمرون بشريعة التوراة، وقد يوحَى إلى أحدهم بوحي خاص في قصة معينة، ولكن كانوا في شرع التوراة كالعالم الذي يفهمه الله في قضية معنى يطابق القرآن، كما فهم الله سليمان حكم القضية التي حكم فيها هو وداود.

فالأنبياء ينبئهم الله، فيخبرهم بأمره ونهيه وخبره، وهم ينبئون المؤمنين به ما أنبأهم الله، إذن الأنبياء ينبئهم الله تعالى، فيخبرهم بأمره ونهيه، وهم بالتالي ينبئون المؤمنين بهم ما أنبأهم الله.

إرسال الرسل من أعظم نعم الله على خلقه:

إن إرسال الرسل من أعظم نعم الله على خلقه خصوصًا سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين} (آل عمران: ١٦٤) وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين} (الأنبياء: ١٠٧).

خاتم الأنبياء:

قال تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين} (الأحزاب: ٤٠) وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: ((إن مَثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنَى بيتًا، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنةٍ من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هَلَّا وضعتَ هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنةُ، وأنا خاتم النبيين)) أخرجه البخاري ومسلم.

ولما ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، عُلِمَ أن مَن ادعى بعده النبوة فهو كاذب، ولا يقال: فلو جاء المدعي للنبوة بالمعجزات الخارقة والبراهين الصادقة، كيف يُقال بتكذيبه؟ لأنا نقول: هذا لا يُتصور أن يوجد، وهو من باب فَرْض المحال؛ لأن

<<  <   >  >>