للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأَحَد: أرقى دلالة على معنى الوَحدة، أما الفرق بين الوحدانية والتوحيد فهو أن الوحدانية صفة ذاتية لله، والتوحيد إيمان المكلف واعتقاده أن الله متصف بذلك.

ولذلك يقول صاحب (القاموس المحيط): "التوحيد: الإيمان بالله وحده، والله الأوحد والمتوحد: ذو الوحدانية". انظر (القاموس المحيط) باب الدال فصل الواو.

الوحدانية: مصدر بمعنى الوَحدة، زيدت عليه ألف ونون للمبالغة في النسبة إلى الرب والروح والجسم؛ على وجه المبالغة. وجاء لفظ الوحدانية على هذا البناء للدلالة على اتصافه تعالى بالوحدة المطلقة، البالغة غاية الكمال، والثابتة له سبحانه قبل أن يكون الخلق جميعًا، كما قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} (الحديد: ٣) وكما قال -صلى الله عليه وسلم-: ((كان الله ولم يكن شيء غيره)) رواه البخاري عن عمران بن حصين في كتاب بدء الخلق من كتاب (الجامع الصحيح) جزء ٤ ص ٧٣.

أما التوحيد شرعًا: فهو الإيمان الجازم بتفرد الله تعالى في ذاته وصفاته وأفعاله، ونفي الشركاء عنه سبحانه اعتقادًا وعملًا، على الوجه الذي جاء به الوحي الإلهي، على ألسنة الرسل -عليهم السلام.

ويتلخص من هذا أن الوحدانية هي صفة الله، وهي حقيقة قائمة بذاته جل شأنه، سواء اعترف الناس بذلك أم لم يعترفوا، فالوحدانية قائمة بذاته جل شأنه.

ب- موقف القرآن من الوحدانية والتوحيد:

لقد وقف القرآن موقفًا شاملًا في هذا الباب، وعُني بأمر الوحدانية والتوحيد غاية العناية، وأبرزها في الآيات المكية والمدنية جميعًا، وموقف القرآن في هذا الجانب واسع مستفيض يحتاج إلى مجلدات تفرد له.

<<  <   >  >>