للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا التصوير تصوير باللون وبالحركة وتصوير بالتخييل تصوير بالنغمة تقوم مقام اللون في التمثيل، وكثيرًا ما يشترك الوصف والحوار وجرس الكلمات ونغم العبارات وموسيقى السياق في إبراز صورة من الصور تتملاها العين والأذن والحس والخيال والفكر والوجدان.

هذه إجمال معنى التصوير؛ نقل صورة أمامك تشاهدها، وبالمثال يتضح المقال، بدأ الشيخ يعرض سورًا من القرآن الكريم فيها روعة التصوير الفني الذي يعرفه من ينظر في هذه الآيات الكريمة، وكما ذكرت آنفًا الآن في عباراته؛ أنه ذكر أن القرآن عبّر عن المعاني الذهنية في صورة حسية، وكذلك عبر القرآن عن المعاني المجردة والحالات النفسية بصورة حسية، وكذلك عرَض القرآن نموذجًا إنسانيًّا واضحًا للإنسان في شخصيته وفي تصرفاته، وكذلك رسم القرآن مشاهد لحوادث وقعت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ورسم القرآن حوادثَ ضُربت كمثال من القصة في القرآن الكريم؛ كل ذلك كانت عمدته الأساسية في التعبير عنه هي طريقة التصوير.

ونعيش الآن مع نماذج مما ذكرها الأستاذ سيد قطب -رحمه الله.

يضرب مثال ً اللمعاني الذهنية التي خرجت في صورة حسية لأشياء عديدة؛ منها هذه الصورة، القرآن يريد أن يجسّم ضعف هؤلاء الآلهة أو الأولياء الذين اتخُذوا من دون الله عامة، ويبين أنهم لجئوا إلى ملجأ ضعيف واحتموا بشيء لا يستطيع حمايتهم، فبماذا عبر القرآن؟

قال الله -سبحانه وتعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت: ٤١)، تأمل هذه السورة الكريمة؛ يصور الله -سبحانه وتعالى-

<<  <   >  >>