للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعندما شاء المولى أن يُرِيَ الإنسان تفاصيل هذه الآية، كشف لهم قدرًا من العلوم ازدادوا به علمًا في هذا المجال، ومع كل كشف يتضح للإنسان حدود علمه، ولله درُّ المفسرين الذين يقولون بعد كل تفسير: والله أعلم.

وقد أُشكل على المفسرين التوفيق بين وجود برزخ حاجز من طغيان بحر على آخر، وبين وجود حالة اختلاط بين البحرين، وهو ما يدل عليه لفظ {مَرَجَ}، لأن من قرر أن البحرين مختلطان، فقد أهمل دور البرزخ ووظيفته في منع البغي بين البحرين، ومن قرر وجود الحاجز المانع، اضطر إلى تأويل لفظ {مَرَجَ} إلى معنى غير معناه الأصلي، الدال على الاختلاط.

- التحقيق العلمي:

لقد توصَّل علماء البحار من بعد تقدم العلوم في هذا العصر، إلى اكتشاف الحاجز بين البحرين كما يلي:

هناك برزخ بين البحرين يتحرك بينهما، يسميه علماء البحار الجبهة، تشبيهًا له بالجبهة التي تفصل بين الجبهتين، وبهذا يُحافظ كل بحر على خصائصه التي قدَّرها الله له، ويكون مناسبًا لما فيه من كائنات حية، تعيش في تلك البيئة، وهناك اختلاط بين البحرين رغم وجود هذا البرزخ، لكنه اختلاط بطيء يجعل القدر الذي يُعبر من بحر إلى بحر آخر، يتحول إلى خصائص البحر الذي يُنتقل إليه، دون أن يؤثر على تلك الخصائص.

اكتشف علماء البحار سرَّ اختلاف تركيب البحار الملحة، على يد البعثة العلمية البحرية الإنجليزية في رحلة تشال تشالنجر، فعرف الإنسان أن المياه في البحار، تختلف في تركيبها عن بعضها، من حيث درجة الملوحة ودرجة الحرارة،

<<  <   >  >>