للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدارقطني ورتبه على المسند، وقرأه على الدارقطني وسمعه الناس بقراءته فكان كتاب "العلل" (١).

وفي حالة الإمام الشافعي فقد خشي أبو العباس الأصم قلة الانتفاع بأحاديثه المسندة لتفرقها " كتاب الأم" فجمعها وأفردها في "مسند الشافعي"

أما في حالة الشيخ الإسلام ابن تيمية فقد اجتمعت عدة عوامل ذكر أهمها ابن عبد الهادي في "العقود الدرية" (٢) منها:

- أنه كان يكتب الجواب على مسألة، فإن حضر من يُبَيِّضه، وإلا أخذ السائل خطَّه وذهب.

- أنه كان يكتب قواعد كثيرة في فنون من العلم: في الأصول والفروع، والتفسير وغير ذلك، فإن وُجد من نقله من خطه وإلا لم يشتهر ولم يُعرف، وربما أخذه بعض أصحابه فلا يقدر على نقله ولا يَرُدُّهُ إليه فيذهب.

أنه لما حُبس تفرَّق أتباعه وتفرقت كتبه، وخوَّفوا أصحابَه من أن يُظهروا كتبه، فذهب كل أحدٍ بما عنده وأخفاه، ولم يظهروا كتبه، فبقي هذا يهرب بما عنده، وهذا يبيعه أو يهبه، وهذا يخفيه ويودعه، حتى أن منهم من تُسرق كتبه أو تجحد فلا يستطيع أن يطلبها ولا يقدر على تخليصها.


(١) تاريخ بغداد (١٢/ ٣٧ - ٣٨) و (٦/ ٥٩) وسير أعلام النبلاء " (١٦/ ٤٥٥).
(٢) (ص٦٤ - ٦٦) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>