للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: هذه المشكلة، فلما الرسول عليه السلام يقول: (الحج عرفة) الذي لا يعرف اللغة العربية ماذا يقول؟ إذا حجيت [أصعد عرفة] وبس انتهى الموضوع ... لكن الأسلوب العربي يقول: أَطْلَقَ الكل: الحج، وأراد شيئاً من الحج وهو عرفة، لماذا؟ لأهميته هذا الشيء، فمهم جداً أن الله يعلم رسوله عليه السلام عن بعض أعلام الغيب ويعلم أصحابه بذلك، أما عن كل كبير وصغير، هذا أمر كما قلنا ولا نؤيد ما قلنا وكفى: مشاركاً لله في الصفة، مع الفارق الذي هو يتمسك به ويدندن حوله، كذلك أيضاً إذا قال الله عز وجل: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} (الإسراء: ٧٨) قرآن الفجر يعني: تلاوته، لكن ما هو هذا المقصود، المقصود صلاة الفجر، سبحان الله! ... يقول لي: لماذا أنت تؤول القرآن، القرآن يقول: وقرآن الفجر، أنا أقول: هكذا قرآن الفجر، لا، أنا أقول له: صلاة الفجر، هو يقول لي: هكذا اللغة، لا، أنت ما تعرف اللغة، مع الأسف العرب اليوم كثير منهم نسي لغته العربية، وما نحن فيه الآن يكفي {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} (الإسراء: ٧٨) الصلوات الأربعة ذكرت في أول الآية، وعطف عليها قرآن الفجر، أي: صلاة الفجر، {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ} (الإسراء: ٧٨) أي: صلاة الفجر {كَانَ مَشْهُودًا} (الإسراء: ٧٨) هذا بارك الله فيك أسلوب في اللغة العربية كما قال ذلك الصحابي أقول اقتباساً منه: عرفه من عرفه وجهل من جهله، فيطلق العموم ويراد الخصوص، يطلق الكل ويراد الجزء، فهذا أساليب في اللغة العربية نحن إذا جهلناها انحرفنا كثيراً وخطيراً.

مداخلة: الله يجزيك خيراً شيخنا.

"الهدى والنور" (٢٩٢/ ٢١: ٤٧: ٠٠) و (٢٩٣/ ٥٤: ٠١: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>