للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبكلمات الله وبأحاديث نبيه عليه السلام, بأنه لا يجوز له أن يتعاطى الأسباب غير المشروعة في سبيل أن تحمل زوجته التي مضى على زواجه بها سنين وما حملت, ما في مانع أن يتعاطى الأسباب الجائزة المشروعة, أما يتعاطى الأسباب التي لا تجوز فذلك حرام, ولا يليق بالمسلم أن يؤمن حقا بالله ورسوله أن يتعاطى مثل هذه الوسائل المحرمة أن يأتي العرافين والمنجمين والمستحضرين للجن ونحو ذلك؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»، وفي الحديث الآخر: «من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول لن تقبل صلاته أربعين يوماً» فلذلك يجب على هذا الأخ بما كتب له أن يرضى بقضاء الله وقدره, فإذا كان رزق من الزوجة الأولى ولداً أو أكثر فذلك بقضاء الله وقدره, وإذا لم يرزق من الزوجة الثانية شيئاً فذلك أيضا بقضاء الله وقدره, وإذا اعتبر هذه مصيبة إذا اعتبر عدم مجيء أولاد من الزوجة الثانية مصيبة فيتذكر قول الرسول عليه السلام: «عجباً لأمر المؤمن خير كله إن أصابته سراء فشكر الله فكان خير له وإن أصابته ضراء يعني شيء بيضرر منه ما بيعجبوا فصبر كان خير له» (١) فأمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن, ثم يتذكر مع هذه الحقيقة الشرعية وهي وجوب الرضا من المسلم بقضاء الله وقدره سواء كان سلباً أو إيجاباً يتذكر بعض الحوادث الواقعية, وهنا قصة يرويها والدي رحمة الله خلاصتها:

أنه كان له صديق غني وله زوجة جميلة ورضية وكل شيء فيها طيب, ولكنها عقيم, فكان هذا الصديق كلما جلس مع والدي يتحسر ويقول يا ريت ربي رزقني ولد يقوله أبي يا حبيبي ارضى بقضاء الله وقدره شو بيدريك هذا الولد لو أجاك بيصير نقمه عليك, هذا الولد لو رزقته ربما يسلطه الله عليك,


(١) مسلم (رقم٧٦٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>