للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا خطأ، وهذا وهم، وهذا من عقائد الجاهلية، لكنه قال مقراً له وملفتاً نظره إلى ما يسمى ببعض التعابير إلى مسبب الأسباب وهو الله عز وجل، قال له: «فمن أعدى الأول؟» إذاً: هنا عدوى، لكن يا أعرابي يا بدوي ارجع إلى الوراء، هذا الجمل الذي رأيته دخل في الأول الذي خلق الله فيه العدوى.

فإذاً: فالرسول عليه السلام الحقيقة بهذا الحديث يبطل عادة الجاهلية ويبطل أيضاً عدوى الطبية في هذا الزمان؛ لأن الأطباء خاصة الكفار منهم حينما يثبتون العدوى لا يربطونها بإرادة الله ومشيئته، لا، يعني هم يجعلون الأسباب هي كل شيء، أما أن هذه الأسباب قد تتخلف وقد تتأخر بمشيئة الله عز وجل خالق الأسباب والمسببات، فهذا ما لا يفكرون فيه.

إذاً: الأطباء اليوم خاصة الكفار منهم وقعوا في نفس الوهم الذي وقع فيه أهل الجاهلية الأولى، من هنا قال عليه السلام لإبطال هذا الوهم: «لا عدوى» فلما عارض هذا النفي ما كان قائماً في ذهن العرب في الجاهلية، وأورد ما يشاهده بعينه، ما قال له الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أنت واهم أنت مخطئ، لكنه لفت نظره إلى أن هذه العدوى التي تراها هي بخلق الله وتقديره، وليس أن هذا الجمل الحيوان المصاب بداء الجرب مثلاً وبقدرته وبإرادته ومشيئته يعدي الجمال السليمة، لا، ليس

الأمر كذلك.

إذاً: فالحديث هذا كما قلنا آنفاً ينفي عدوى ويثبت عدوى، ينفي عدوى الجاهلية، ويثبت العدوى الشرعية.

من هنا جاءت أحاديث تؤكد هذا المعنى الثاني، أي: هناك عدوى يعني بإرادة الله ومشيئته، وذلك لا ينافي أن يتحاشاها المسلم أخذاً بالأسباب كما جاء في

<<  <  ج: ص:  >  >>