للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: يعني: الرحمن البركة .. الخير .. لست أجلس معك .. عندك الرحمن ..

الشيخ: لكن إذا لم يكن يريد أن يقدم كلمة قاسية يقول كلمة ما تليق شرعاً؟

مداخلة: لأجل خاطره لأنها طيبة.

الشيخ: لأجل خاطره، لكن نحن نريد أن نصحح خاطره.

مداخلة: لا بأس! إذا كان فيها ذم ينهى عنها.

الشيخ: ... ما يجوز أن يقال: عندك الرحمن؛ لأنه انظر الآن: أهل البدع ... أهل الحديث والذين يتمسكون بما عليه السلف الصالح والذين يؤمنون بآيات الصفات وأحاديث الصفات يسمون هؤلاء مشبهة .. يقولوا عنهم: مشبهة .. مجمسة، يعني: يقولون عنا أننا مجسمة لماذا؟ لأننا نقول: الرحمن على العرش استوى، أي: استعلى استعلاءً يليق بكماله، فإذا قلت أنت بتفسير هذه الآية: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: ٥) استعلى، أي: جلس على العرش فتحت باب الطعن فيك وتأييد قولهم بأنك مجسم، هذا القول: عندك الرحمن، هم ينكرون معنى أن يكون الرحمن على العرش استوى وهي آية نفسرها بما فسرها السلف، أي: استعلى ينكرون المعنى لأنهم يتوهمون أن هذا فيه تشبيه لله عز وجل كأنه جالس على المجلس وهو غني عن العالمين، كيف لو سمعوا بهذا القول: عندك الرحمن، يعني: عندك الرحمن ضيف .. عندك الرحمن جالس .. هذه معاني قبيحة جداً .. {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: ٥) ممكن تأويل هذا بمعنى جميل لكن من تأديب الرسول عليه السلام لأتباعه المؤمنين قوله: «لا تكلمن بكلام يعتذر به عند الله» كما لم أقصد أن الرحمن هو بذاته تعالى عندك، لكن أنا أقصد خيره ومعونته وبركته إلى آخره فهذا تأويل، التأويل هذا ما فيه خير، في الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>