للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحبة الرسول حتى إذا عليك يجي يعطيك الجواب وتسلم تسليماً أمامك هذه المسافات الطويلة، بدك تعرف هذا الحديث صحيح ولا مو صحيح؟ بدك تعرف هذا الحكم هل أخذ من كتاب أم من السنة؟ أم الإجماع عليه بيصير فيه خلاف تارة في تصحيحه وفي تضعيفه، أم من القياس، ثم هذا القياس، هل هو قياس جلي أم هو قياس خفي؟ الآن وضْعنا غير ذاك الوضع يا مساكين، فهم اللي جاهلين بهذا العلم بيستسهلوا الأمر وبيقول لك: ممكن العقيدة واحد يتعلمها في دقائق معدودة.

ولذلك فنحن الحقيقة يجب أن نمضي قُدُماً في طريقنا الشاق الطويل المديد، وأنا أقول في بعض الكلمات لما أذكر عليه السلام حينما كان جالساً بين أصحابه فتلا قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (الأنعام:١٥٣) جاء الحديث مصوراً في بعض كتب الحديث بأن الخط المستقيم طويل، والخطوط التي حوله خطوط قصيرة (١)، أنا أفهم من هذا الحديث غير ما نطق به الرسول أكثر مما نطق به الرسول، أي: أفهم الشيء الذي نطق به الرسول زائد ما أشار إليه الرسول بهذا الرسم الرائع البديع الخط المستقيم هو الصراط، والخطوط القصيرة هي التي على رأسه، على كل خط منها شيطان يدعو الناس إليه، هذا الشيطان، وأنا سمعت هذا بأذني هاتين من بعض من يزعمون أنهم يدعون إلى الإسلام، ويريدون أن يقيموا دولة الإسلام عن طريقة القفز إلى رأس الأهرام بخطوة واحدة، بيقولوا: والله أنتم دعوتكم الحقيقة صحيحة، لكن يا أخي شوف طريق طويلة شاق، متى بدنا نصل لإقامة الدولة المسلمة والمجتمع الإسلامي؟؛ أنا بقول الرسول رسم هذا الخط ردًّا على


(١) صحيح سنن ابن ماجه (رقم١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>