للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرحلة، ثاني مرحلة: ننظر هل هو معذور بحيث أنه ليس مؤاخذاً بالكلية أو حسبه ألا يكون كافراً؛ لأنه لم يقل ذلك معتقداً وإنما قاله لغواً؟ هنا لابد أيضاً من بحث، فسنقول: إن قال هذا اللفظ وهو مثلاً لا يدريه، ولا يعنيه فشأنه شأن ذلك الرجل الذي قال للرسول عليه السلام حينما خطبهم: «ما شاء الله وشئت يا رسول الله، قال: أجعلتني لله نداً؟ قل ما شاء الله وحده»، ما رتب على لفظه أو على لفظته بالكفر كما يقولون مثلاً تجديداً للإيمان تجديداً للعهد وما شابه ذلك، لماذا؟ لأنه قالها وما يدري معناها ومغزاها، أما إن قالها تحصيلاً للدنيا، يعني: في عندنا هنا معلومتان: إحداهما: من قالها اعتقداً فلا نكفرهم، الأخرى: قالها كسباً مادياً فنضلله ولا نسمح له بمثل هذا الكلام، وليس له عذر في ذلك، هنا يأتي الجواب على ذاك السؤال، أظنه واضح إن شاء الله، يعني: أنا قلنا نحن التمثيليات هذه كلها جاءت لنا من الغرب، وكلها يشوبها إن لم يغلب عليها الكذب، وقد يداخلها كثير من المعاصي كاختلاط الرجال بالنساء وتشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال .. إلى آخره، فهي كفكرة هي غربية أجنبية، وتبني .. أن نتبناها نحن هو من باب: «لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، فهنا لا عذر لهذا الإنسان إطلاقاً إما ما قد يلزمه من فائدة قد تكون عاجلة وقد تكون آجلة في زعمه أن فيها تحريك النفوس على الخير وما شابه ذلك، لكن الرسول عليه السلام كما قال في الحديث الصحيح: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه».

"الهدى والنور" (٧١٩/ ٤٤: ١٧: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>