للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلاناً، فكان بشراً سويا، أي: عبدي! ما حملك على ما فعلت؟ قال: ربي خشيتك، أنا خفت منك؛ لأنه أنا مستحق لهذا العذاب، وخوفاً منك، لأضل عنك فعلت ما فعلت، قال: اذهب فقد غفرت لك.

هذا كفر، وهذا شرك، وهذا صريح في القرآن، {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} (يس:٧٨، ٧٩).

لكن يبدو أن هذا الرجل طيلة حياته كان مؤمناً، لكن ساعة احتضار الموت واستحضاره لذنوبه ومعاصيه، غلبت عليه خشيته من الله، فعمت عليه الطريق، وسولت له نفسه هذه الوصية الجائرة التي لا أتصور أن وجد في الدنيا أجأر منها، وأفظع منها، مع ذلك غفرها الله عز وجل لهذا الإنسان، فنحن إذا تصورنا هؤلاء المساكين الضالين من إخواننا المسلمين بسبب علماء السوء، يقعون في الشرك وفي الضلال، يستغيثون بغير الله، وينادون الأموات، وهم لا يسمعون، وبينهم برزخ إلى يوم بيعثون، فالله عز وجل إذا علم من أحدهم أنه لم تتبين له الحقيقة، وأن هذا شرك وضلال، بل لم يوجد من يقول لهم يوماً ما: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} (الأنبياء:٩٨)، فاعتقادنا أن الله عز وجل لا يؤاخذ الإنسان إلا بعد قيام الحجة، فمن علم من هؤلاء الموتى، - نحن لا نعلم-، من علم الله من هؤلاء الموتى أنه سمع دعوة الحق من الشيخ الفلاني، أن هذا شرك وضلال، فما أبه لذلك، وما اهتم لأنه الشيخ الضال هناك سول له عمله، فهذا إلى جهنم وبئس المصير.

أما الذي لم يُقَيَّض له من ينبهه فهو معذور عند الله، ولما كنا نحن عاجزين عن

<<  <  ج: ص:  >  >>