للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل: «عمرو بن لحي يَجُرُّ قصبه .. في النار»، مثل حديث: «أبي وأباك في النار» (١)، مثل حديث «استأذنت ربي في أمي»، يعني هؤلاء كيف يفهم الآن مثل عمرو بن لحي دخوله النار، أو أن أبي وأباك في النار، هنا الإشكال الذي ورد في ذهني، أنه هل نعتبرهم أهل فترة، إن اعتبرناهم أهل فترة فَلِمَ عذبوا؟

الشيخ: أنت اتفقت معي أن أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم الدعوة.

مداخلة: نعم.

الشيخ: ألست تربط في ذهنك وفي عقيدتك أن كل من كان من أهل الفترة فهو لا يعذب في النار.

مداخلة: نعم.

الشيخ: طيب، فكلما جاءك نص عن شخص أنه يعذب في النار سترفع من ذهنك أن هذا من أهل الفترة؛ لأن الله يقول في صريح القرآن: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:١٥).

إذاً: قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في أي شخص هذا في النار، يساوي بلغته الدعوة وكفر بها فهو في النار، المسألة واضحة جداً.

مداخلة: يعني الاستثناء لأشخاص وليس للمجموع.

الشيخ: الاستثناء للأشخاص من حيث الإخبار عنهم، وليس من إخبار العام الشامل الذي يختم كل قرن مثلاً أو كل جماعة أو كل أمة، هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي، ليس عندنا هذا التقسيم.


(١) البخاري (رقم٣٣٣٣) ومسلم (رقم٢١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>