للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصل بعد إليهم، لذلك سمى أهل الفترة ... أنهم الذين لم تبلغهم الدعوة، وعلى حقيقتها؛ لأن النبي قال: «ثم لم يؤمن بي» وهذا كقوله عليه السلام: «من رآني في المنام فقد رآني حقًا فإن الشيطان لا يتمثل بي» (١) فمن رأى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على غير أوصافه، وشمائله التي كان عليها في حياته ما رآه؛ لأنه يقول: «من رآني» فمن رآه مثلًا شيخًا كبيرًا كما وقع كثيرًا مع بعض الناس حينما يستفتون علينا يقول: أنا البارح رأيت الرسول في المنام، ويقص قصة طويلة، كيف رأيته يا أخي؟ يقول: رأيته ما شاء الله شيخ كبير وجهه مصباح نور، لحيته بيضاء إلى آخره، نقول: ما رأيت الرسول؛ لأن أصحابه يقولون: ما شانه تبارك وتعالى ببيضاء (٢)، أو رآه يمشي على عكاز بينما هو كان يمشي وكأنه ينصب من صبب (٣) إذًا: حديثان يفضيان إلى حقيقة واحدة: من رآه في المنام كما كان هو في حياته، من سمع به كما كان هو في دعوته فهذا وذاك قد انطبق عليهم حديث الذي رآه بصفته فقد رآه حقًا، والذي بلغته الدعوة على حقيقتها فقد بلغته، فإذا لم يؤمن فقد كفر ومأواه النار كما جاء في الحديث.

مداخلة: الرافضة عوامهم وجهالهم ينطبق عليهم هذا؟

الشيخ: إذا أنتم قصرتم معهم فهم كذلك، إذا قصرتم معهم وهم عرب أمثالكم ليسوا مسلمين مثل الإيرانيين الأعاجم لا يفقهون اللغة العربية، فإذا لم تبلغوا الدعوة للروافض الذين ابتيتم بهم في عقر داركم فأنتم مسؤولون عنهم، ليس هم المسؤولون.

"رحلة النور" (٤٦أ/٠٠:١٤:٣٠)


(١) البخاري (رقم٦٥٩٣) ومسلم (رقم٦٠٥٦).
(٢) مسلم (رقم٦٢٢٥).
(٣) صحيح الترمذي (رقم٢٨٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>