للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسؤالك المذكور آنفاً.

مداخلة: يا شيخ هناك آيات من القرآن تبين أن الله تبارك وتعالى يجعل بين الكافرين والقرآن حجاباً ولا يفقهون ما يقوله تبارك وتعالى كما قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} (الإسراء:٤٥).

الشيخ: نعم.

مداخلة: فهنا أن الإعراض عندما يكون عن سماع الدين وفهمه وفهم الحجة، الإعراض إنما يكون سبب عن عدم فهمه للحجة، فبالتالي تكون الحجة قائمة في مثل هذه الأدلة وإن لم يفهمها لكن قيام الحجة بسبب الإعراض.

الشيخ: أولاً: هذا الجعل هو جعل شرعي وليس كونياً، لعله هذا التقريب واضح عندك.

يعني: هذا الجعل سببه هو كفر هذا الإنسان وسعيه إلى الكفر وعدم فتح قلبه للحق فيما إذا جاءه، وأضرب الآن أنا لك مثلاً بعد ذلك التفصيل الذي ذكرته آنفاً أن المفروض أن المنذر أو المبلغ أن تقوم الحجة عليه فيما إذا فهمها، نحن لماذا قلنا هذا؟ لأننا أمة خاتم الأنبياء والرسل فليس بعده من رسول، إذاً: فمن الذي سيبلغ الدعوة؟ هم أتباع هذا الرسول، أتباع هذا الرسول كما شرحنا آنفاً فيهم طلبة علم ومبتدئين .. إلى آخره، الآن سؤالك السابق أصوره بصورة ضيقة جداً: هل يمكن أن نتصور رسولاً بل أن نتصور نبياً بلغ قومه شريعة الله عز وجل، وكما قال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (إبراهيم:٤)، مع ذلك نتصور إنساناً عادياً ولم يفهم الحجة من ذاك النبي، هل يمكن هذا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>