للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لهذه الجارية على إيمانها حينما أحسنت الجواب على سؤالَي رسولها، السؤال الأول: أين الله؟ قالت: في السماء. السؤال الثاني: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: اعتقها؛ فإنها مؤمنة.

الآن الذي لم يجرب يجرب، اعملوها تجربة، شوفوا شيخ كبير صغير دكتور من الدكاترة الشريعة وغير الشريعة، اسألوهم سؤال رسول الله للجارية: أين الله؟ حينئذ تعلمون أنكم تعيشون في مجتمع جاهلي، مجتمع إسلامي لكن جاهلي عقيدة وفكراً، إلى اليوم تسمعون الله موجود في كل الوجود، الله موجود في كل مكان، أما الجارية، جارية وحينما يقال جارية وراعية غنم لا يعني أنها مثقفة، لكنها مثقفة من مدرسة غير مدارسنا اليوم، هي فتاة عاشت في مدرسة شملت المجتمع الإسلامي كله حتى شملت الراعي مع الغنم، فهي تعلم العقيدة الصحيحة التي لا يعلمها اليوم كبار شيوخ الأزهر فضلاً عن جامعات أخرى، إذا سُئلت أين الله، أجابت في السماء؛ لأنها أولاً تقرأ كل ليلة، لا تنام إلا بعد أن تقرأ سورة تبارك وفيها: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (الملك:١٦، ١٧).

هي تقرأ ولكنها تفهم، ثم هي تفهم لكن تفهم الفهم السلفي؛ لأنها تعيش في الجيل الأول: «خير الناس قرني» قبل أن يدخل علم الكلام في عقيدة المسلمين، فتؤل لهم النصوص على طريقة القاديانية الذين أولوا: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:٤٠)، أي: زينة النبيين.

كذلك: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ} تأول المتأولة من الماتريدية والأشاعرة، {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ} أي: الملائكة، أي: عذابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>