للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا السلف كانوا يُؤمِنون بأن الله على العرش استوى، لكن في الوقت نفسه لا يؤمنون بأن لله مكاناً، هذا الجمع بين الإيجاب والسلب هي العقيدة الصحيحة، أي: الإيمان بأن الله عز وجل فوق العرش عقيدة إيجابية لا بد منها، وتنزيه الرب من المكان هذه عقيدة سلبية يجب تنزيه الله من كل مكان، ذلك لأن المكان خلق من خلق الله؛ لأن في الحديث الصحيح: «كان الله ولا شيء معه» فالله عز وجل كان وليس في مكان، فهو الغني عن المكان وعن الزمان، ولكنه لما خلق الخلق فهو خلق الخلق فوقه، خلق الخلق واندس جوفه، حاش لله فهو العلي الأعلى، هذه هي العقيدة الصحيحة التي عليها علماء السنة وعلماء السلف الصالح؛ لأن حديث الجارية فيها تصريح بأين الله؟ والجواب: بأنه في السماء، ذلك أنكروه مع أنه حديث صحيح باتفاق علماء المسلمين قاطبة، سواء كانوا من علماء الحديث وهذا اختصاصهم أو من علماء التفسير أو الفقه، كلهم مجمعون على صحة هذا الحديث مع ذلك فبعضهم حتى اليوم ينكره، ونسأل الله السلامة.

"الهدى والنور" (٦٣٣/ ١٢: ٣٨: ٠٠)

[[١٠١٥] باب منه]

الملقي: شيخنا في أحد الأخوة جاء من إربد قبل قليل يبلغك السلام، ويسأل بالنسبة لحديث الجارية اللي سألها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أين الله؟»، فيقول: هذا الحديث هل ذكر أحد من أهل العلم ضعف هذا الحديث أو شيء؟ مع أنه موجود طبعاً في صحيح مسلم.

الشيخ: إي نعم.

الملقي: هل في أحد من أهل العلم ضعَّف هذا الحديث على مر العصور؟

<<  <  ج: ص:  >  >>