للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخيراً قوله عليه الصلاة والسلام، وهذا موضوع له علاقة بعقيدة زل عنها جماهير المسلمين قديماً وحديثاً، قوله عليه الصلاة والسلام: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، أيش معنى ارحموا من في الأرض؟، يعني: الديدان والحشرات التي تعيش في جوف الأرض ولا تستطيعون أن تطولوها بشيء من الرحمة، ما يتبادر هذا المعنى إلى ذهن عربي إطلاقاً، وإنما هنا "في" كهناك "على"، «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض»، من على الأرض معكم «يرحمكم من في السماء».أيضاً يرحمكم من في السماء، "في" هنا ليست ظرفية كما هناك في الأرض ليست ظرفية، وإنما هي بمعنى على، وعلى ذلك يجب أن نفهم قوله تعالى في سورة تبارك: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (الملك:١٦، ١٧)، أيش معنى ارحموا من في الأرض؟ يعني: الديدان والحشرات التي تعيش في جوف الأرض ولا تستطيعون أن تطولوها بشيء من الرحمة، ما يتبادر هذا المعنى إلى ذهن عربي إطلاقاً، وإنما هنا في كهناك على، «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض» من على الأرض معكم يرحمكم من في السماء. أيضاً يرحمكم من في السماء: "في" هنا ليست ظرفية كما هناك في الأرض ليست ظرفية، وإنما هي بمعنى "على"، وعلى ذلك يجب أن نفهم قوله تعالى في سورة تبارك: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (الملك:١٦، ١٧)، أي: من على السماء، أأمنتم من على السماء، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥] الآيات كلها تلتقي بعضها مع بعض، بمعنى إثبات العلو لله عز وجل على سائر خلقه، فالله عز وجل على الخلق

<<  <  ج: ص:  >  >>