للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خارجه، معنى ذلك: أنهم أنكروا وجود الله، نحن نقول لهؤلاء: أنتم معنا: أن الله كان ولا شيء معه، فلما خلق الخلق لا بد من شيء من ثلاثة أشياء، لا بد أن الله عز وجل حين خلق الخلق دخل في خلقه، وهذه هم متفقون معنا: أن الله ليس في كل مكان حينئذ ٍتبقى الثانية: لا بد أن الله عز وجل لما خلق الخلق جعلها فوق، وهذا باطل؛ لأن الله فوق كل شيء، إذن لم يبق إلا الثالثة: أن الله عز وجل لما خلق خلقه واستعلى عليها وارتفع، وهذا هو اللائق بالله عز وجل.

فلذلك القول: بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه هو كما قال ابن تيمية رحمه الله يصف طائفتين كلتا هما في ضلال، لكن إحداهما أضل من الأخرى، قال: المشبه الذي يشبه الله ببعض مخلوقاته يعبد صنماً، يعبد شيئا موجوداً، ولكنه يشبه بالأصنام التي كان المشركون يعبدونها من دون الله.

المشبه يعبد صنما، والمُعطِّل يعبد عدماً.

من هو المعطل؟

هو الذي يقول: لا داخل العالم ولا خارجه.

الذي يقول: هو داخل العالم مشبه، وهو في ضلال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:١١).

والذي يقول: إن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه، فقد أنكر وجود الله تبارك وتعالى فهذا أضل من الأول.

هذا الكلمة: لا داخل العالم ولا خارجه، اسمعوا الآن تفصيلها على ألسنة بعضهم، أريد أن أنهى الكلمة بهذه الكلمة؛ لتكونوا على بينة في أن كل من

<<  <  ج: ص:  >  >>