للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الجواب علماء السنة يقولون هذا هو التعطيل، هذا هو النفي، نفي وجود الله.

قلت له: أنت تقول لا شيء، معنى ذلك أنه بالكروبيين انتهى الخلق، فالخلق المحدود انتهى، خارج هذا الخلق الآن ما في شيء؟ نحن نعتقد أن الله هو خالق الأشياء هذه كلها، وهو فوقها مستعل عليها، إلى آخره ...

لعل هذا الجواب يقرب الموضوع بالنسبة لسؤالك السابق؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: إن شاء الله.

نحن نريد بهذه المقدمات إبطال تعطيل هؤلاء، لأنه بيقول لك: إذا قلت: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥)، حددته، جسمته، جعلته في مكان، يا جماعة اتقوا الله، المكان- الآن تذكرت الاستدراك الذي استدركته-، أن المكان مشتق من الكون، فالمكان مخلوق، هذا الكون هو مكان، فلما انتهى هذا الخلق، ما وراءه؟ نفس الأزهري قال: لا شيء، قال: لا، لأن المكان من الكون، فما بقى هناك في مكان، فخلصنا من المحسوسات والمعدومات الآن، نحن نتكلم كلنا في حدود ما نعلم من الماديات، فبعد ذلك ارجع معنا أنت وغيرك حتى تتضح لكم القضية، ذكرنا حديث عمران بن حصين آنفاً: «كان الله ولا شيء معه» هذه عقيدة يؤمن بها كل مسلم، معنى: «لا شيء معه» يعني: لا خلق، ثم خلق الله الخلق، خلق العرش، خلق ... إلى آخره.

«كان الله ولا شيء معه» هل كان في كون؟

<<  <  ج: ص:  >  >>