للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: طيب! شيخنا قبل القلم ..

الشيخ: ما زلت؟ تريد أن ترجع، ما هكذا يكون، إما أنك تقول أن في أول مخلوق .. عفواً: إما أن تقول: في أول قبل القلم، أو لا تقول إلا كما قال الرسول: «أول ما خلق الله القلم» فإذا قلت بقول الرسول بطل قول غيره بداهةً، وإذا قلت بخلاف قول الرسول أبطلت قول الرسول وفيه ما لا يخفاك.

مداخلة: لا، إن شاء الله ما نقول هذا ..

الشيخ: بارك الله فيك! فإذاً: لماذا نشغل ذهننا بشيء نخالف فيه كلام نبينا عليه السلام وبخاصة أن هذا أمر يتعلق بغيب الغيوب، وهو رب العالمين تبارك وتعالى مع التسامح طبعاً في التعبير.

الحقيقة أن ابن تيمية عندما بحث هذا الموضوع كان بحثه جُرَّ إليه جراً في أثناء رده على الفلاسفة القائلين بقدم العالم، لكن ينبغي على المسلم دائماً وأبداً أن يكون مستحضراً في ذهنه دائماً أيضاً أنه: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف، نحن كلمة حوادث لا أول لها لا نعرفها في تاريخ السلف إطلاقاً، هذا التعبير لا نعرفه، لكن نعرف حديث: «أول ما خلق الله القلم» وابن تيمية نفسه يتناقض في هذا الموضوع وأنت أرحتني من أن تقع في التناقض الذي وقع فيه ابن تيمية.

ابن تيمية في رسالته المسماة بـ «الرسالة العرشية» يميل إلى أن بعدما يذكر الخلاف بين العلماء في تحديد أول مخلوق يميل إلى أن أول مخلوق هو العرش على ظاهر حديث عمران بن حصين، إذاً: بالنسبة لما يتعلق بحوادث لا أول لها أصبح موضوع تحديد أول مخلوق ثانوي، المهم أن هناك أول مخلوق سواءً كان

<<  <  ج: ص:  >  >>