للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باعترافك أن المكان انتهى عندنا بالعرش، وعندك أنت بالكروبيون، ففوق الكروبيون ما فيه مكان؟ فإذاً الله نحن الذين نؤمن بأنه فوق المخلوقات كلها نعتقد أنه ليس في مكان، إذاً بهذه المفاهيم الصحيحة التي تتجاوب مع آيات الصفات وتنزيه رب العالمين عن مشابهة الحوادث نؤمن بان الله عز وجل مستوٍ على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته الله، إذاً إيماننا بكل هذه الصفات ليس

في مكان.

على هذا نعود الآن للسؤال النبوي أين الله؟ أنتم لقنتم بأن هذه الرواية ضعيفة وأنها مخالفة للروايات الصحيحة، شوفوا يا أخواننا المسلمين هذا الكلام لا يوجد عالم في الدنيا سبق من لقنكم هذا التلقين لا يوجد في الدنيا، اسمح لي.

بنقول نقول يا أخي، نقول: أنت تفهمها الله يرضى عليك أنت ما تستطيع أنت تضع هذه الروايات وتميز الراجح منها من المرجوح، بل ولا الذي يقول بأنه رواية من ربك وتشهد بأن هذه أرجح من هذه لا يستطيع ولا هو أهل للبحث في هذا الموضوع، لكن الآن هذه النقطة بالذات تفتح لنا سؤالاً مهماً جداً، وأنا ألفت نظركم إلى آية في القرآن الكريم وأرجو أنه ما بتظنوا أنه هذه والله مالها علاقة بالموضوع، لها علاقة كل العلاقة ربنا يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} فالآن قَسّم رب العالمين الأمة الإسلامية إلى قسمين علماء وغير علماء، وأوجب على كل من الفريقين ما لا يجب عن الأخر، أوجب على الجمهور من الناس أن يسألوا القلة من الناس وهم العلماء، {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} الآن أنتم بلا شك أفقتم على كتب في علم الحديث كثيرة وكثيرة جداً منها ما يعرف بالصحاح، مثلاً: صحيح البخاري، ومسلم، ابن خزيمة، ابن حبان، الحاكم، إلى آخره، هؤلاء عامة المسلمين لا يستطيعون أن يضربوا عنها صفحاً بل

<<  <  ج: ص:  >  >>