للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: سأبين لك، وكما يقال لا توصي حريص، هناك عندنا نصوص تبين أنه يمكن للإنسي أن يمسك جني، ويصرعه ويتغلب عليه، لكن هذا الجني يكون متمثل بصورة غير صورته الحقيقية، فالله عز وجل قال في القرآن الكريم: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:٢٧) لا ترونهم كما خلقهم الله، لكن هم عندهم استعداد أن يتطوروا ويتلبسوا بأشكال وألوان، قبل أن تأتي أنت كنا نتحدث عن موضوع قتل الأفاعي والحيايا، فجاءنا تفصيل وهو أن المسلم إذا رأى في داره حية فلا ينبغي أن يقتلها، بل عليه أن ينذرها ثلاث مرات، لماذا؟ لأن الرسول عليه السلام قال: «إن في المدينة أقواماً أيضاً من الجن فإذا رأيتم جاناً -يعني أفعى أو حية- فأنذروها ثلاثاً، فقد تكون من الجن الذين أسلموا من المدينة» (١)، هذا شيء والشيء الثاني، أو لعل هذا هو سبب هذا الحديث أن رجلاً من الأنصار من الشباب .. شباب الأنصار تزوج وخرج من داره، عندما رجع وإذا بعروسته في الباب، لا هي تستطيع أن تدخل الدار ولا هي تستطيع أن تخرج من الدار؛ لأن كان لديهم شرف وحياء، لكن ما تستطيع أن تدخل الدار، فَهَمَّ بطعنها، قالت له: تريث ادخل الدار وانظر ما فيها، وإذا هناك حية مكورة على نفسها كبيرة، فما كان منه إلا أن طعنها بالرمح، قال: فلا ندري أيهما كان أسرع موتاً من الآخر الحية أم الشاب الأنصاري المتزوج حديثاً، فقال عليه السلام الحديث السابق، أي أن هذه الحية التي كانت متكورة في الدار هي من الجن، ولذلك لما هو طعنها الجن طعنوه وقتلوه، فهذه حوادث بارك الله فيك تفصيلية لبعض هذه الأمور الغيبية، فما صح منها آمنا به، كذلك مثلاً قصة حراسة أبي هريرة وغيره من


(١) "صحيح مسلم" (رقم٥٩٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>