للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابقة: "وأما آية (الأحزاب ٣٣): {ويطهركم تطهيرا} فليس فيها إخبار بذهاب الرجس وبالطهارة، بل فيها الأمر لهم بما يوجبهما، وذلك كقوله تعالى (المائدة٦): {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم}، والنساء: ٢٦): {يريد الله ليبين لكم ويهديكم}، و (النساء: ٢٨): {يريد الله أن يخفف عنكم}. فالإرادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضا ليست هي الملتزمة لوقوع المراد، ولو كان كذلك لتطهر كل من أراد الله طهارته. وهذا على قول شيعة زماننا أوجه، فإنهم معتزلة يقولون: إن الله يريد ما لا يكون، فقوله تعالى: {يريد الله ليذهب عنكم الرجس} إذا كان بفعل المأمور وترك المحظور، كان ذلك متعلقاً بإرادتهم وبأفعالهم، فإن فعلوا ما أمروا به طهروا.

ومما يبين أن ذلك مما أمروا به لا مما أخبر بوقوعه أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أدار الكساء على علي وفاطمة والحسن والحسين ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».

رواه مسلم من حديث عائشة, ورواه أهل السنن من حديث أم سلمة، وفيه دليل على أنه تعالى قادراً على إذهاب الرجس والتطهير، وأنه خالق أفعال العباد، ردا على المعتزلي.

ومما يبين أن الآية متضمنة للأمر والنهي قوله في سياق الكلام: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة ... } - إلى قوله - {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن} (الأحزاب:٣٠ - ٣٤)، فهذا السياق يدل على أن ذلك أمر ونهي، وأن الزوجات من أهل البيت، فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>