للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فعلق الألباني قائلاً]:

والتخصيص المشار إليه أمر لا بد منه للجمع المذكور، ولكن ينبغي أن يعلم أن ذلك كذلك ولو لم يتعارض ظاهره بالآيتين المذكورتين فإن الحديث يدل أنه خاص بأول الوضع فإن لفظه: " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان. . . " الحديث متفق عليه.

"تحقيق الآيات البينات في عدم سماع الأموات" (ص٨١).

[[١٤٨١] باب منه]

[وقال الألباني حول الجواب بالتخصيص بأول الوضع في القبر في موضع آخر]:

وهذا الجواب هو الأصح لقول قتادة المتقدم في حديث أبي طلحة (ص٧٨) (١) وهو الذي اعتمده الحافظ البيهقي، وغيره، ويأتي في الكتاب (٩٩) قول السهيلي في ذلك، ويظهر أن مناداة الكفار بعد هلاكهم سنة قديمة من سنن الأنبياء فقد قال تعالى في قوم صالح عليه السلام: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ في دَارِهِمْ جَاثِمِين، فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِين} (الأعراف: ٧٨، ٧٩)، قال ابن كثير (٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠):

هذا تقريع من صالح عليه السلام لقومه لما أهلكهم الله بمخالفتهم إياه وتمردهم على الله وإبائهم الحق وإعراضهم عن الهدى، قال لهم صالح ذلك بعد هلاكهم تقريعاً وتوبيخاً وهم يسمعون ذلك كما ثبت في "الصحيحين ". . . فذكر


(١) قال قتادة: «أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيراً، ونقمة، وحسرة وندماًً».

<<  <  ج: ص:  >  >>