للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١٥٠١] باب كيف يجمع بين الأحاديث التي فيها أن روح المؤمن تخرج مقرونة بالريح الطيبة وبين كونه يعذب في القبر؟]

سؤال: يسأل السائل يقول: كيف يوفق بين الثواب الذي يعرف للمؤمن من طلوع روحه والريح الطيبة لها وما إلى ذلك ويوسع له قبره، ثم إنه يعذب لبعض أفعاله في القبر، أو لا يكون ذلك الثواب إلا للمؤمن المغفور له كل ذنوبه؟

الشيخ: لا يوجد في الأحاديث الجمع بين النقيضين المذكورين في السؤال، أنه من جهة تخرج روحه مقرونة بالريح الطيبة وملفوفة بالحرير الناعم، كما هو مذكور في بعض الأحاديث الصحيحة، ثم من جهة أنه يعذب، لا يوجد مثل هذا الجمع بين النقيضين في الأحاديث، فالذي يعذب كمثل ما سبق في الحديثين السابقين: «استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه» (١) هذا لم يأت في مثله أن روحه تلف في حرير، فالظاهر: أن الجمع بين النقيضين غير واقع.

وهذا بلا شك كما لا يخفى على الجميع هو من أمور الغيب التي أشرنا إليها في الأمس القريب، بمناسبة ذكر إذا وضع الميت في قبره وانصرف الناس عنه مدبرين فإنه يسمع قرع نعالهم، قلنا: أنه لا ينبغي التوسع في الأمور الغيبية ولا استعمال أقيسة نظرية؛ لأن هذا أمر يتعلق بالإيمان فقط وليس بالأحكام الشرعية، ولذلك فلا نجد في السنة الجمع بين هذين النقيضين.

"فتاوى الإمارات" (٤/ ٠٠:٢١:٣٠).


(١) "صحيح الجامع" (رقم٣٠٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>