للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٥٣٧] باب هل زراعة الأشجار

على القبور تخفف من عذاب القبر؟

عن ابن عباس قال مر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول - وفي رواية لمسلم: لا يستنزه من البول - وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم غرز في كل قبر واحدة» قالوا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا».متفق عليه.

[قال الإمام]:

لقد توهم كثير من الناس أن التخفيف إنما كان من أجل رطابة الشقين, وهذا ليس بصحيح ولو كان كذلك لما شق الغصن شقين لأن ذلك مما يسرع اليبوسة إلى الشقين كما لا يخفى, والصحيح أن سبب التخفيف إِنما هو شفاعته - صلى الله عليه وآله وسلم - ودعاؤه لهما, وأن الله استجاب له ذلك إلى أن ييبساً, فالرطابة علامة لا سبب, ويشهد لهذا حديث جابر الطويل في مسلم (٨/ ٢٣٥): "إني مررت بقبرين يُعذبان, فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما مادام الغصنان رطبين". ولهذا لم يعرف عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه كان يفعل ذلك عند زيارة القبور ولا عن الصحابة ولا عن أحد السلف, بل قد أنكر الإمام الخطابي ما يفعله الناس اليوم من وضع الأخضر على القبور, وقال: إنه لا أصل له, وقد تكلمت على هذه المسألة بتفصيل في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها" وراجح أيضاً تعليق أحمد شاكر على "الترمذي" (١/ ١٠٣).

" تحقيق مشكاة المصابيح" (١/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>