للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه جماعة من الصحابة، غير ابن عمر رواه أبوه عمر، وغير عمر وابنه عبد الله رواه أيضًا المغيرة بن شعبة، ولذلك فلا مجال لتوهيم ابن عمر كما فعلت السيدة عائشة، كان يمكن هذا التوهيم لو كان ابن عمر وحده قد روى هذا الحديث، لكن ما دام أن معه أبوه ومعه المغيرة بن شعبة فالثلاثة أحفظ من واحد وهي عائشة.

لو كان ابن عمر لوحده كان يمكن حينئذٍ أن يغلب رأي عائشة وقولها على قول ابن عمر؛ ذلك بأن السيدة عائشة رضي الله عنها كما تعلمون هي زوجة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي تصاحبه ما شاء الله في أكثر الأوقات بخلاف عبد الله بن عمر، فلو كان ابن عمر هو وحده روى هذا الحديث وخطأته عائشة رضي الله عنها كان يمكن أن نقبل تخطئتها ونتبنى حديثها دون حديث ابن عمر، كما وقع لها في قضية أخرى: وهي أن ابن عمر حدث بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اعتمر في شهر رجب فقيل لعائشة: اسمعي عبد الله بن عمر ماذا يقول؟ قالت: ماذا يقول؟ قالوا: يقول: إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اعتمر في شهر رجب، فقالت: لقد غفل عبد الله بن عمر يرحمه الله، ما اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عمرةً إلا في ذي القعدة.

جاء في بعض الروايات أن عائشة لما ذكرت هذا سمع كلامها ابن عمر

ما تكلم بكلمة مما يُشْعِرُ أنه كأنه شعر بأنه فعلًا هو واهم، لكن حديثنا: «إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه» لا سبيل إلى تبني رأي عائشة وتخطئة عبد الله بن عمر كما فعلنا في حديث العمرة لما ذكرته آنفًا أن مع ابن عمر نفسه والمغيرة بن شعبة ...

[و] للعلماء قولان في تفسير: يعذب ببكاء أهله عليه:

منهم من يقول: أن العذاب المذكور في الحديث هو عذاب الآخرة، ومنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>