للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: أي نعم.

مداخلة: مع أن الحديث مروي عن عدد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فحينئذ هل نقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أخطأت في التأويل أو في الرد أم نقول كما قلت في الحديث الأول أنها اعترضت على لفظ وردها وإلا فالألفاظ الأخرى جاءت تبين النياحة وما شابه ذلك.

الشيخ: ما في شك.

مداخلة: هو هذا.

الشيخ: أي نعم، يعني الحديث الذي أنكرته السيدة عائشة هنا غير الحديث الذي أنكرته هنا، الحديث الذي أنكرته صحيح بلا شك، «الميت يعذب ببكاء أهله عليه»، وكون الرسول عليه السلام قال في بعض المناسبات أو الحوادث بالنسبة ليهودي مات فبكى أهله عليه، فهذا من باب أولى أن يطبق هذا الحديث عليه، لكن هذا لا ينفي ما رواه أولاً ابن عمر ثم ما رواه أبو ابن عمر ثم ما رواه المغيرة بن شعبة، كل هؤلاء الثلاثة من الصحابة اتفقوا على رواية الحديث الذي أنكرته السيدة عائشة، ولذلك فلا مجال للاعتماد عليها بالإنكار هنا، وبهذه المناسبة لا بد من أن نذكر شيئاً يفيد طالب العلم، ألا وهو:

ظاهر الحديث يتبادر منه أنه يخالف القاعدة الإسلامية المصرح بها في القرآن الكريم وغيره، أن لا تزر وازرة وزر أخرى، لماذا يعذب الميت ببكاء أهله عليه؟ هذا ليس من عمله وليس من صنعه، وليس أيضاً من سعيه، فاختلفت آراء العلماء في الإجابة على هذه المشكلة، جمهورهم قال هذا الحديث في ظاهره عام، لكن لا بد من تقييده أو تخصيصه بمن يعلم أنه إذا مات يبكي أهله عليه بكاء نياحة

<<  <  ج: ص:  >  >>