للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف المشهور بل المتواتر: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» (١) إلى آخره جاء في صحيح البخاري في رواية معاوية لهذا الحديث المرفوع، يقول هذا معاوية يقول وهو الذي روى الحديث مرفوعًا، يقول: وهذا معاذ يقول: هم في الشام.

مداخلة: معاوية يحكي عن معاذ؟

الشيخ: يحكي عن معاذ نعم، معاذ هو الذي يقول هذا الكلام: هم في الشام، فليس من الضروري أن يكونوا في الشام في كل لحظة في كل دقيقة في كل ساعة في كل يوم في كل أسبوع وهكذا تطرد، على ما يشاء الله عز وجل لكن بلا شك الغالب أنهم في الشام مع استحضار أن معنى الشام أوسع مما يدور في أذهان كثير من الناس اليوم بسبب حياتهم وغفلتهم عن التقسيمات السياسية ... فالشام سوريا والأردن وفلسطين ولبنان نعم، فبهذا المعنى الواسع يكون الحديث ماشيًا، لكن ليس بهذا المعنى الضيق في اللحظة، ممكن مثلًا أن يأتي زمن كما هو الزمن الحاضر الآن كما كان في زمن بعض الفتن المغول مثلًا حينما هجموا على هذه البلاد فيفر المسلمون بدينهم إلى بلاد أخرى، فلا يقال: أن الحديث كيف ... تطبيقه، إنما نقول: هذا لا يعني الاطراد الدقيق الذي ذكرته آنفًا في اللحظة في الدقيقة إلى آخره، وعلى هذا النوع من المعنى الواسع من جهة والضيق من جهة أخرى يمكن أن نفسر الحديث الذي ذكرت آنفًا، والله أعلم.

"لقاءات المدينة" (٦/ ٠٠:٣٨:٠٦).


(١) "صحيح البخاري" (رقم١٩٢٠) و"صحيح مسلم" (رقم٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>