للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: قوله عليه الصلاة والسلام: «ما من نفس منفوسة يمر عليها مائة عام وهي حية يومئذ» أو كما قال.

الشيخ: هذا الذي يقول بهذا الكلام هو جاهل بعلم أصول الفقه، ما من نص عام إلا وقد خصص، وهذا من ذاك، يعني: ما من نفس منفوسة، إلا ما جاء النص يستثني ذلك، وعلى هذا اعتمد من زعم أن الخضر عليه السلام لا يزال حيًّا بين الأنام، لكن نحن نقول كما تعلمنا من بعض العلماء: أثبت العرش ثم انقش، نقول له: أثبت أن الخضر حي حتى نستثنيه من الحديث، ولما لم يكن هناك حديث صحيح يثبت حياة الخضر إلى عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن بنا حاجة إلى أن نقول: عن الخضر مستثنى من حديث: «ما من نفس منفوسة» أما والدجال حي بصريح الحديث الذي جاء ذكره آنفًا وكذلك عيسى لا يزال حيًا وإن كان هذا في السماء فإذًا الجواب: هو تخصيص العام بالحديث الخاص، وإلا لوقع هذا الجاهل وأمثاله في جهل بل جهالات متتابعة؛ لأننا سنواجهه بالآية الكريمة.

وهذا مثل أذكره في كثير من مثل هذه المناسبة، ألا وهي قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ} (المائدة:٣) إلى آخر الآية، فهل يجوز أكل السمك الميت؟ سيقول بالجواز، فما هو الجواب عن الآية، سيضطر أن يقول بقول العلماء: الآية عامة والحديث يخصص هذه الآية، فكيف لا يخصص الحديث الحديث؟ ذلك من باب أولى.

"فتاوى جدة" (٢/ ٠٠:٢٨:١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>