للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٥٩٧] باب إمامة عيسى عليه السلام للمسلمين

عند نزوله آخر الزمان

عن أبي هريرة قال: أحدثكم ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصادق المصدوق؟ حدثنا رسول الله أبو القاسم الصادق المصدوق: «إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوماً، الله أعلم ما مقدارها، الله أعلم ما مقدارها - مرتين - وينزل الله عيسى ابن مريم فيؤمهم، فإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده قتل الله الدجال وأظهر المؤمنين».

[قال الإمام]: صحيح.

[ثم علق على قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: فيؤمهم قائلاً]:

قال ابن حبان: أراد به فيأمرهم بالإمامة؛ إذا العرب تنسب الفعل إلى الآمر, كما تنسبه إلى الفاعل.

قلت: هذا تأويلٌ لا وجه له عندي, بل هو خلاف قوله: "إذا رفع رأسه من الركعة قال. ." فالمعنى: يصلي بهم إماماً, وهذا وهو في بيت المقدس, حيث يَقتلُ عليه السلام الدجال بـ (لُد) , كما في الحديث التالي, وفي الحديث اختصار وطيٌ؛ فإن من الثابت في غير ما حديث صحيح أن عيسى عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق, وفي "صحيح مسلم": فيقول أميرهم: تعال صلِّ بنا, فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمه الله هذه الأمة.

فهو هناك مأموم, وفي بيت المقدس إمام, وذلك يكون بعد وفاة المهدي عليه السلام, وانتقال عيسى من دمشق إلى "القدس".

"صحيح موارد الظمآن" (٢/ ٢٣٦ - ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>