للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم يعتقدون مثلاً بأن باب النبوة مفتوح بعد محمد عليه الصلاة والسلام، على الرغم من مثل قوله تبارك وتعالى في القرآن: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:٤٠)، هم لا ينكرون أنه خاتم النبيين لكنهم ينكرون كما أنكر المعتزلة القدر وأنكروا الصفات الإلهية ونحو ذلك، فهم يقولون خاتم النبيين ليس معناه آخرهم، وإنما خاتم النبيين كالخاتم في الإصبع أو هو زينتهم.

طيب .. هذا موقفهم من القرآن .. ما موقفهم من الأحاديث المتواترة، بأنه لا نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام؟ ما استطاعوا تأويله حرفوه كما حرفوا القرآن، وما لم يستطيعوا نسفوه نسفاً وقالوا هذا مخالف للقرآن.

من أشهر الأحاديث التي تثبت أن لا نبي بعده عليه السلام حديث مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي حينما سافر إلى تبوك غازياً وترك علياً في المدينة، وبكى علي فآنسه عليه السلام بقوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي» قالوا هذا حديث صحيح لكن ما فهمتموه جيداً، لا نبي بعدي أي معي. أما بعده، أي بعد وفاته هناك نبي.

مثال آخر كيف يحرفون الكلم من بعد مواضعه.

مداخلة: فيهم ذكاء دول؟

الشيخ: ذكاء لكن ذكاء بدون عقل لا يفيد أبداً، ولذلك حكى ربنا عز وجل في القرآن الكريم عن الكفار والمشركين {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (الملك:١٠)، لذلك الذكاء شيء والعقل شيء.

عفواً، أنا جعلت الاستطراد طويلاً جداً، يعني كنت أتكلم عن السيد رشيد رضا، وأنني استفدت منه، لكن رأيت منه بعض الانحرافات، منها بسبب رده على

<<  <  ج: ص:  >  >>