للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام وخروج المهدي.

هذا خطأ، ومعالجة خطأ بخطأ مثله وشر منه.

أنا قلت في بعض ما كتبت رداً على أمثال هؤلاء أنا أخشى ما أخشى أن يأتي يوم يعالج فيه بعضهم الإلهية فينكرها لأن الفراعنة ما انتهوا بعد فبعضهم يدعي الألوهية، فلنريح الناس من هذه الدعوى، وهي من أبطل الباطل، ما في ألوهية وانتهت المشكلة، هل هذه طريقة صحيحة.

نحن نقول أخيراً .. نزول عيسى عقيدة صحيحة آمن بها السلف وتبعهم الخلف على هدى من ربهم، لكن ليس في هذه الأحاديث ولا في أحاديث المهدي عليهما السلام أن على المسلمين أن لا يعملوا لإسلامهم ولعزة دينهم حتى ينزل عيسى ويخرج المهدي، لا يوجد في هذه الأحاديث كلها ما يشعر بهذا الفهم الخاطئ الذي وقع فيه بعض المسلمين، ولذلك أنكر بعض المصلحين هذه الأحاديث من شان يزيحوا العثرة بزعمهم من طريق عامة المسلمين، "ما في فائدة أن ينزل عيسى ويخرج المهدي" هذا فهم خطأ كما فهم الجبريون من القدر، ووافقهم المعتزلة ثم أنكروا الجبر وأنكروا معه القدر.

ما دام لا يوجد في الأحاديث الصحيحة التي نزلت في عيسى عليه السلام وفي خروج المهدي ما يشعرنا بالتواكل على مجيئهما، إذاً يجب علينا أن نعمل، لأن عيسى إن نزل وجد الأرض مهيأة لقائد يقودُهم وإذا نزل عيسى عليه السلام والمسلمون كما هم اليوم -أنا أقول هذا الكلام مؤمناً به- سوف لا يستطيع عيسى أن يجمع المسلمين في لحظة، في يوم وليلة، يجمع المسلمين الصالحين منهم بطبيعة الحال حول قيادته لأنه سوف لا يكون في اعتقادي أحلم ولا أقدر على

<<  <  ج: ص:  >  >>