للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدها: أن الله أخبر ببقاء نعيم الجنة ودوامه وأنه لا نفاد له ولا انقطاع في غير موضع من كتابه، كما أخبر أن أهل الجنة لا يخرجون منها، وأما أهل النار وعذابها فلم يخبر ببقاء ذلك بل أخبر أن أهلها لا يخرجون منها.

الثاني: أنه أخبر بما يدل على أنه ليس بمؤبد في عدة آيات.

الثالث: أن النار لم يذكر فيها شيء مما يدل على الدوام.

والرابع: أن النار قيدها بقولها: {لابثين فيها أحقابا} (١) وقوله: {خالدين فيها إلا ما شاء الله} (٢) وقوله: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} (٣) فهذه ثلاث آيات تقتضي قضية مؤقتة، أو معلقة على شرط وذاك دائم مطلق ليس بمؤقت ولا معلق.

الخامس: قد ثبت أنه يدخل الجنة من ينشئه الله لها ويدخلها من دخل النار أولَّاً، ويدخلها الأولاد بعمل الآباء، فثبت أن الجنة يدخلها من لم يعمل خيراً، وأما النار فلا يعذب أحد إلا بذنوبه فلا يقاس هذه بهذه.

السادس: أن الجنة من مقتضى رحمته ومغفرته والنار من عذابه وقد قال: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيم} (٤) وقال تعالى: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} (٥) وقال تعالى: {إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم} (٦).


(١) سورة النبأ الآية (٢٣. [منه].
(٢) سورة الأنعام الآية (١٢٨). [منه].
(٣) سورة هود الآية (١٠٧). [منه].
(٤) سورة الحجر الآية (٤٩ - ٥٠). [منه].
(٥) سورة المائدة الآية (٩٨). [منه].
(٦) سورة الأعراف الآية (١٦٧). [منه].

<<  <  ج: ص:  >  >>