للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا ما ذهب إليه الشيخ نعمان الآلوسي فإنه تعرض للمسألة في كتابه " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين " (ص ٤٢٠ - ٤٢٤) نقل فيه الأقوال السبعة في عذاب أهل النار وقال:

" وأما بداية النار ففيها قولان معروفان عن السلف والخلف والأصح عدم فنائها أيضا ".

ثم قال في قول ابن تيمية:

"واعلم أن الإمام ابن القيم قدس الله تعالى روحه انتصر لهذا القول انتصاراً عظيماً، ومال إليه ميلاً جسيماً، وذكر خمسة وعشرين دليلاً، ثم رجع القهقرى وقال: إن قيل: إلى أين انتهى قدمك في هذه المسألة العظيمة؟ قيل: إلى قوله تعالى {إن ربك فعال لما يريد} وإلى هنا انتهى قدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (١) فيها حيث ذكر دخول أهل الجنة وأهل النار وما يلقاه هؤلاء وهؤلاء قال: ثم يفعل لك بعد ذلك ما يشاء. ثم قال: وما ذكرناه في هذه المسألة من صواب فمن الله سبحانه وهو المنان، وما كان من خطأ فهو مني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه ".

قلت: وقوله (٢) في ابن القيم: " ثم رجع القهقرى وقال. . . " نظر عندي؛ لأنه ليس صريحاً في ذلك، وغاية ما يمكن أن يؤخذ منه أنه لم يجزم بما دندن حوله من الانتصار للقول بفناء النار، ومناقشة أدلة المخالفين ورده عليها مما سترى الرد


(١) الأصل: كرم الله تعالى وجهه. والتصويب من " حادي الأرواح " (٢/ ٢٢٨) وقد ذكر ابن القيم نحو هذه الخاتمة وأطول في " شفاء العليل " (ص ٢٦٤). [منه].
(٢) كذا، ولعل صواب العبارة: و [في] قوله. كما هو ظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>