للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١٧٢٩] باب حول قول ابن القيم في فناء النار]

[قال الإمام]:

ابن القيم له كلام في الوابل الصيب من الكلم الطيب يقول: النار ناران نار تفنى ونار تبقى، النار التي تفنى هي لعصاة المسلمين، التي لا تفنى هي للكفار، وهذا يحل المشكلة.

مداخلة: يعني نقول: المقصود في كلام ابن القيم هو نار العصاة ليست

نار الكفار؟

الشيخ: نعم، على أن هذا الكلام جزاك الله خيرًا يعني: وإن كان صريحًا في الشق الثاني أن نار الكفار لا تفنى فبالنسبة للشق الأول ما هو دقيق يعني؛ لأنه سيقال له: ما يدريك أنها تفنى؟ فيجوز أن تبقى لكن ليس مهم التحدث عن النار بالتفصيل أن هذه النار تفنى، المهم: الذين يدخلونها ما مصيرهم؟ فبعضهم يخرجون وبعضهم لا يخرجون، أما قضية النار الذي كان فيها أنها تفنى، هذا يحتاج لنص لكن نحن الذي يهمنا من كلامه قوله في نار المشركين: أنها لا تفنى، لأن هذا صريح القرآن: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} (الحج:٢٢) فإذًا هي لا تفنى و {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (النساء:١٦٩) إلى آخر النصوص، وحديث ذبح الموت في صورة كبش، فبعد أن يذبح يناد مناد «يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت» هذه نصوص قاطعة تمنع القول بفناء النار وفناء أهلها.

أما أن يقال: أن نار المؤمنين تفنى فهذا ككلام يعني ... من الكلام، نار المشركين لا تفنى ونار المؤمنين تفنى، وإلا فالحق أن يقال: الذين يدخلونها فإن كانوا كفارًا كما قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>