للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١٧٥٦] باب منه]

السائل: شيخنا أكرمكم الله، سؤالي عن الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية لو مع التمثيل إذا تكرمتم؟ بارك الله فيكم.

الشيخ: الإرادة الكونية مشتقة من قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:٨٢) وهذا واضح جداً، لكن قد يكون غائباً عن بعض الأذهان، هل الشر يكون بإرادة الله أم لا؟ جوابك؟

الملقي: بإرادة الله أولاً.

الشيخ: طيب. فإذا كل شيء يكون في هذا الكون هو بإرادة الله -عز وجل-، سواءٌ كان خيراً أو كان شراً، فهذه الإرادة الشاملة للخير والشر هي الإرادة الكونية، أما الإرادة الشرعية فهي تتعلق فقط بأحد المكونين، ألا وهو الخير، ويجمع لك هذا قول أحد الفقهاء العلماء في قصيدة لها يقول فيها في الرب -تبارك وتعالى-:

مريد الخير والشر ... ولكن ليس يرضى بالمحال

هو يريد الخير والشر ولكن لا يرضى بالشر، وهذا صريح في القرآن الكريم: {وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (الزمر:٧)، مع أنه الكفر كائن من الأكوان، وذلك بإرادة الله، فهو يريد هذا الكفر وهذا الكافر إرادة كونية، لكن لا يريد ذلك إرادة شرعية، لعل في هذا بيان.

الملقي: جزاك الله خيراً.

الشيخ: وإياك.

"الهدى والنور" (٦٧٤/ ٣٠: ٤١: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>