للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}، فما رأيك بهذا الجواب إذا سمحت لأني أنا قلق فيه؟

الشيخ: والله الجواب فيه شيء من الخطأ؛ لأنه لا نستطيع نتصور؛ نتقول أنه سبق في علم الله أنني أعمل شرًّا ثم أنا أحيد عنه, هذا مستحيل, نحن ننتهي إلى القدر, لكن انتهينا أن القدر ليس غصباً وليس رغماً وإنما هو كما شرحنا آنفاً, والآن نضرب مثلاً توضيحيّاً: مدير مدرسة -وأنت تتكلم عن الطلاب- كيس فطن, قائم بإشرافه الكامل على تلامذته, وعاش معهم بضع سنين, هو يستطيع أن يقول فلان التلميذ أو الطالب سينجح في آخر السنة, وفعلاً بينجح, لماذا؟ لأنه عرف من إشرافه عليهم وممارسته هو وإلى آخره إنه هذا كيس فطن مجتهد ما هو كسل ووإلى آخره, فبيعطي النتيجة قبل أن تظهر, وهذا إنسان عاجز بَشَر, وربنا عز وجل الذي علمه ذاتي وليس كسبيًّا كعلمنا نحن, فهو بسابق علمه كما شرحت آنفاً يعلم فلان حينما يأتيه الأمر بالإيمان يؤمن أم يكفر, وكَتَبَهُ مؤمناً إن سبق في علمه أنه سيؤمن, وكَتَبَهُ كافراً إن سبق في علمه أنه يكفر, ... الشيء الحقيقة كما جاء في بعض الأغاني وقلما تنطق بالحق المكتوب على الجبين لا بد ما تشوفه العين, هذا الكلام صحيح ولو في أغنية؛ لأنه مثل ما قلنا ذاك اليوم مش كل ما يقوله الصوفي نقول باطل, هو بيقول: لا إله إلا الله محمداً رسول الله, فهو حق, فإذاً كل شيء مسجل على الإنسان لا بد أن يقع كما هو مسجل, لكن نحن درسنا موضوع التسجيل أنه لن يرغم على هذا التسجيل صاحبه, وإنما سجل عليه مسبقاً ما سيفعله, كهذا التلميذ الذي حكم أستاذه بأنه سينجح, وبالمقابل فلان سيسقط؛ لأنه يلهو ليلاً نهاراً ليس سينجح فهو ساقط, وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون, فهذا يجب أن يكون الجواب, مش على فرضية أنه كتب عليّ أن أعمل شرًّا فأنا حكمت عقلي أنه هذا شر ما لازم أعمله فرجعت عنه, لا بدك تفترض هالمناقشة هالمحاكمة

<<  <  ج: ص:  >  >>