للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخير والشر فهذا معناه أنه مجبور لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً! إذاً: ما المخرج عندهم؟ لا قدر إذاً: ماذا نقول في الآيات التي أثبتت القدر؟ نؤولها بالمعنى الذي سمعته: العلم، لكن ما استفادوا شيئاً من هذا الإنكار؛ لأنه لا فرق بين كل المؤمنين الذين يؤمنون بالعلم الإلهي، وبين أكثر المؤمنين الذين يؤمنون أيضاً بالقدر

الإلهي من حيث المشكلة التي أوردها المعتزلة لا فرق بين العقيدتين: عقيدة الإيمان بالعلم الإلهي الأزلي والإيمان بالقدر الإلهي لا فرق من حيث المشكلة، ما هي المشكلة؟ قالوا: إذا قلنا إن الله قَدَّرَ وكتب الإيمان والكفر والخير والشر لزمنا الجبر.

كذلك نقول نحن: لاشك ولا ريب عند كل المؤمنين بالقدر الإلهي أنه وفق العلم الإلهي، كذلك الكتابة الإلهية على مراحلها المتعددة كما شرح ذلك الإمام ابن القيم في كتابه العظيم المسمى ماذا؟ الحكمة والتعليل.

مداخلة: شفاء الغليل.

الشيخ: شفاء الغليل (١)، نعم أحسنت.

فهناك مراحل للكتابة كل هذه الكتابة، الكتابة الأولى والأخيرة التي والولد في بطن أمه بطبيعة الحال على وفق ماذا؟ العلم الإلهي.

فإذاً: الإشكال الذي أوردوه لا يزال قائماً بمعنى: حذفنا الآن من أذهاننا ما حذفوه هم من عقائدهم وهو: القدر الإلهي طوينا عنه صفحة مؤقتاً.

كذلك الكتابة الإلهية، وأن نتفق معهم هناك على العلم أو هم يتفقون معنا،


(١) كذا، والصواب «شفاء العليل»، بالعين المهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>