للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٢١٥] باب تحرير القول في مسألة زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مع سرد جملة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذا الباب]

[قال الإمام في معرض كلامه على أخطاء البوطي في كتاب فقه السيرة]:

قال [أي البوطي في "فقه السيرة"] (ص ٥٢١) وهو يسرد الوجوه الدالة على مشروعية زيارة قبره - صلى الله عليه وآله وسلم -.

«الوجه الثاني ما يثبت من إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على زيارة قبره - صلى الله عليه وآله وسلم - والسلام عليه كلما مروا على الروضة الشريفة. روى ذلك الأئمة الأعلام وجماهير العلماء بما فيهم ابن تيمية رحمه الله».

أقول: هذا كذب على الأئمة الأعلام, وبخاصة ابن تيمية شيخ الإسلام, فإن أحداً منهم لم يرو عن المذكورين زيارتهم للقبر الشريف كلما مروا على الروضة فضلاً عن أن ينقلوا الإجماع عليه!! بل نص الإمام مالك على كراهة ذلك. وأقوال العلماء الشاهدة لما أقول كثيرة, اجتزئ منها على قولين اثنين: أحدهما لابن تيمية المفُترى عليه, والآخر للإمام النووي باعتباره من أئمة الشافعية الذين يقلدهم الدكتور البوطي!

١ـ أما ابن تيمية فأقواله كثيرة جداً في هذا الصدد وإليك نصين منها:

الأول قوله: «ولم يكن الصحابة يدخلون إلى عند القبر, ولا يقفون عنده خارجاً, مع أنهم يدخلون إلى مسجده ليلاً ونهاراً, وكانوا يقدمون من الأسفار للاجتماع بالخلفاء الراشدين وغير ذلك فيصلون في مسجده ويسلمون عليه في الصلاة وعند دخول المسجد والخروج منه ولا يأتون القبر, إذ كان هذا عندهم مما

<<  <  ج: ص:  >  >>