للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعم أن علياً هو الحيران الذي ذكره الله في القرآن {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} [الأنعام: ٧١] وأن أصحابه الذين يدعونه إلى الهدى أهل النهروان وزعم أن علياً هو الذي أنزل الله - سبحانه - فيه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة: ٢٠٤] وأن عبد الرحمن بن ملجم هو الذي أنزل الله فيه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: ٢٠٧] ثم قال بعد ذلك: الإيمان بالكتب والرسل متصل بتوحيد الله فمن كفر بذلك فقد أشرك بالله.

اليزيدية ١:

٢ - والفرقة الثانية منهم يسمون اليزيدية كان إمامهم يزيد بن أنيسة.

قالوا: نتولى المحكمة الأولى ونبرأ ممن كان بعد ذلك من أهل الأحداث ونتولى الإباضية كلها ويزعمون أنهم مسلمون كلهم إلا من بلغه قولنا فكذبه أو من خرج وخالفوا الحفصية في الإكفار والتشريك وقالوا بقول الجمهور.

وحكى يمان بن رباب أن أصحاب يزيد بن أنيسة قالوا بالتشريك وتولى يزيد المحكمة الأولى قبل نافع وبرئ ممن كان بعدهم وحرم القتال على كل أحد بعد تفريقهم وثبت على ولاية الإباضية إلا من كذبه أو بلغه قولع فرده.

وزعم أن الله - سبحانه - سيبعث رسولاً من العجم وينزل عليه كتاباً من السماء يكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة فترك شريعة محمد ودان بشريعة غيرها وزعم أن ملة ذلك النبي الصابئة وليس هذه الصابئة التي عليها الناس اليوم وليس هم الصابئين الذين ذكرهم الله في القرآن ولم يأتوا بعد.

وتولى من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة من أهل الكتاب وأن لم يدخلوا في دينه ولم يعملوا بشريعته وزعم أنهم بذلك مؤمنون.

فمن الإباضية من وقف فيه ومنهم من برئ منه وجلهم تبرأ منه.

الحارثية ٢:

٣ - والفرقة الثالثة من الإباضية أصحاب حرث الإباضي.


١ اليزيدية: الملل والنحل: ١/ ١٠٨ الحور العين: ١٧٥ و ٢٥٧, الفرق الإسلامية: ٧٠, التعريفات: ٢٥٨, الخطط المقريزية: ٢/ ٣٥٥.
٢ الحارثية: المقالات والفرق: ٣٩ و ١٧٩ الفرق الإسلامية: ٧٤ - ٧٥ التنبيه والرد: ٥٧ الملل والنحل: ١/ ١٠٨ الفرق الإسلامية: ٧٠ - ٧١ التعريفات: ٨٢ الخطط المقريزية: ٢/ ٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>