للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعم صاحب هذا القول أن الإنسان لا يدرك المحسوس بحاسة إلا بالمداخلة والاتصال والمجاورة وهذا قول النظام.

وحكى عنه زرقان أنه قال أن الإنسان يدرك١ على المداخلة الأصوات والألوان وزعم أن الإنسان لا يدرك الصوت إلا بأن يصاكه وينتقل إلى سمعه فيسمعه وكذلك قوله في المشموم والمذوق.

٢ - وقال قائلون: لا يجوز على الحواس المداخلة والمجاورة والاتصال لأنها أعراض وزعموا أن البصر محال أن يطفر وكذلك سائر الحواس ولكن الرائي لا يرى الشيء إلا بأن يتصل الضياء والشعاع بينه وبينه ولا يشم الشيء ولا يذوقه حتى تنتقل إلى ذائقه وشامه أجزاء يقوم بها الطعم والرائحة وإذا أبصر٢ الشيء فمحال أن ينتقل بصره٢ إليه أو ينتقل إلى بصره٢ بل يتصل الضياء والشعاع بينه وبينه من غير أن يطفر إليه وبداخله وكذلك سمع الشيء من غير أن ينتقل إليه أو ينتقل سمعه إليه أو ينتقل إلى سمعه لأن المسموع عرض لا يجوز عليه الانتقال وكذلك شمه للرائحة وذوقه الطعم لا بأن ينتقل إليه الطعم والرائحة.

٣ - وقال قائلون: محال أن تدرك الأعراض بالاتصال أو تسمع بالآذان أو تشم أو تذاق أو تلمس لأنه لا يرى عنده إلا جسم ولا يسمع إلا جسم لأن الأصوات أجسام عنده قائل هذا القول وكذلك لا يذاق ويشم ويلمس عند قائل هذا القول إلا جسم والقائل بهذا القول النظام.

٤ - وقال قائلون: لا يذاق ويرى ويشم ويلمس إلا جسم وقد يسمع ما ليس بجسم والقائل بهذا القول بعض أهل النظر.

٥ - وقال قائلون: قد يجوز أن ترى الأعراض وتسمع وتشم وتذاق وتلمس.


١ في أحد الأصول: إن الأشياء تدرك ... وما أثبتناه هو الأقرب لما يليه.
٢ في أصل آخر: إذا سمع ... سمعه ... , سمعه ... وهو يتنافى مع: ... بل يتصل الضياء والشعاع, فاستبدال السمع بالبصر أقرب إلى سياق النص خاصة أن العبارة تستأنف الحديث عن السمع: ... وكذلك سمع الشيء ...

<<  <  ج: ص:  >  >>