للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى سليمن بن جرير الزيدي أن فرقة من الإمامية تزعم أن الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب يصنع بالإمامة ما أحب: إن شاء جعلها لنفسه وإن ولاها غيره كان ذلك جايزاً إن كان ذلك عدلاً وله في ذلك النيابة إذا نفى والتسليم إن شاء ورضي.

وأن فرقة أخرى قالت: إن الدين كله في يدي علي بن أبي طالب وأنه يسند إليه وأوجبوا قطع الشهادة على سريرته وأن الإمامة بعده في جماعة أهل البيت غير أنهم خالفوا الفرقة الأولى في شيئين:

أحدهما: أنهم يزعمون أن علياً تولى أبا بكر وعمر على الصحة وسلم بيعتهما.

والآخر: أنهم لا يثبتون العصمة لجماعة أهل البيت كما يثبت أولئك ولكنهم يرجون ذلك لهم وأن يصيروا جميعاً إلى ثواب الله ورحمته.

الزيدية من الشيعة

والصنف الثالث من الأصناف الثلاثة التي ذكرناها أن الشيعة يجمعها ثلاثة أصناف وهم الزيدية١.

وإنما سموا زيدية لتمسكهم بقول زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب٢.

وكان زيد بن علي بويع له بالكوفة في أيام هشام بن عبد الملك وكان أمير


١ الزيدية: المقالات والفرق: ١١, ١٨ - ١٩, ٤٠, ٥٠, ٧١ - ٧٤, ٩٤ و ١٤٩ نروج الذهب ٣/ ٢٢٠ - ٢٢١ ويشمل أسماء فرق الزيدية فلا داعي لتكرارها عند ذكر كل فرقة مقاتل الطالبيين: ١٤٥ التنبيه والرد: ٥, ٣٣, ٣٤ و ١٦٤ الفرق بين الفرق: ٢١ و ٢٢ التبصير في الدين: ٣٢ الملل والنحل: ١/ ١٢٤ - ١٣٠ الحور العين: ١٤٧ - ١٤٨, ١٥٠ - ١٥٢, ١٥٤ - ١٥٦, ١٨٥ - ١٩٦, ٢٠٠. اعتقادات فرق المسلمين: ٥٢, منهاج السنة النبوية: ١/ ٨ البداية والنهاية: ٧/ ٤١ أحدث سنة ١٢٢هـ الخطط المقريزية: ٢/ ٣٥١.
٢ هو زيد بن علي بن الحسين سبط أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- يكنى بأبي الحسين كان المرجئة وأهل النسك لا يعدلون بزيد أحدا خرج أيام هشام بن عبد الملك وتابعه خلق وكان خروجه قبل الأجل المضروب بينه وبين أهل الأمصار فخرج إليه يوسف بن عمرو وكان مصرع الإمام زيد على يديه سنة ١٢٢هـ.
انظر: مروج الذهب: ٣/ ٢٢٠ - ٢٢١ مقاتل الطالبين: ١٢٧ - ١٥١. البداية والنهاية: ٧/ ٤١ وما بعدها وكذلك كتب التاريخ أحداث سنة ١٢٢هـ. وسواها.

<<  <  ج: ص:  >  >>