للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يقول: إن الموجودات التي وجدت هي التي لم تكون قبل كونها موجودة وكان لا يمنع من القول لم يزل البارئ عالماً بالأجسام والمخلوقات لا على أنه يسميها أجساماً قبل كونها ومخلوقات قبل كونها ولكن على معنى أنه لم يزل عالماً بأن ستكون أجساماً مخلوقات.

وكان لا يثبت للبارئ علماً في الحقيقة به كان عالماً ولا قدرة في الحقيقة بها كان قادراً وكذلك جوابه في سائر ما يوصف به القديم لنفسه.

وكان يفرق بين صفات النفس وصفات الفعل بما حكيناه عن المعتزلة قبل هذا الوضع.

وكان يزعم أن معنى الوصف لله بأنه عالم إثباته وأنه بخلاف ما لا يجوز أن يعلم وإكذاب من زعم أنه جاهل ودلالة على أن له معلومات وأن معنى القول: إن الله قادر إثباته والدلالة على أنه بخلاق ما لا يجوز أن يقدر وإكذاب من زعم أنه عاجز والدلالة على أن له مقدورات ومعنى القول: إنه حي إثباته واحداً وأنه بخلاف ما لا يجوز أن يكون حياً وإكذاب من زعم أنه ميت والقول سميع إثباته وأنه بخلاف ما لا يجوز أن يسمع وإكذاب من زعم أنه أصم والدلالة على أن المسموعات إذا كانت سمعها ومعنى القول بصير إثباته وأنه بخلاف ما لا يجوز أن يبصر وإكذاب من زعم أنه أعمى والدليل على أن المبصرات إذا كانت أبصرها وقد شرحنا قوله في أنه شيء موجود قديم غير الأشياء قبل هذا الموضع.

وكان يزعم أن العقل إذا دل على أن البارئ عالم فواجب أن نسميه عالماً وإن لم يسم نفسه بذلك إذا دل العقل على المعنى وكذلك في سائر الأسماء وأن أسماء البارئ لا يجوز أن تكون على التقليب له.

٢ - وخالفه البغداديون فزعموا أنه لا يجوز أن نسمي الله -عز وجل- باسم قد دل العقل على صحة معناه إلا أن يسمي نفسه بذلك.

وزعموا أن معنى عالم معنى عارف ولكن نسميه عالماً لأنه سمى نفسه به ولا نسميه عارفاً وكذلك القول فهم وعاقل معناه عالم ولا نسميه به وكذلك معنى يغتاظ ولا يقال: يغتاظ وكذلك قديم وعتيق معناهما واحد.

٣ - وزعم الصالحي أنه جائز أن يسمي الله - سبحانه - نفسه جاهلاً ميتاً ويسمي نفسه إنساناً وحماراً واللغة على ما هي عليه اليوم ويجوز أن يسمى البارئ على طريق التقليب بهذه الأسماء وأبى الناس جميعاً هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>