للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وقال قوم من الغالية: إن الله - سبحانه - قد أقدر علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه- على فعل الأجسام وفوض إليه الأمور والتدبيرات.

٦ - وقال قوم منهم: إن الله - سبحانه - قد أقدر نبيه عليه السلام على فعل الأجسام واختراع الأنام وهذا كقول من قال من النصارى: إن الله خص عيسى بلطيفة يخترع بها الأجرام وينشئ بها الأجسام وهو كقول من قال من اليهود أن الله - سبحانه - خلق ملكاً وأقدره على خلق الدنيا فذلك الملك هو الذي خلق الدنيا وأبدعها وأرسل الرسل وأنزل الكتب وهو قول أصحاب ابن ياسين وهو مشتق من قول أصحاب الفلك الذين قالوا: إن الله خلق الفلك وأن الفلك هو الذي خلق الأجسام وأبدع هذا العالم الذي يلحقه الكون والفساد وأن ما أبدعه البارئ لا يلحقه كون ولا فساد.

٧ - وقال بعض الضعفاء من العامة: إن النبيين هم الذين فعلوا المعجزات والأعلام التي ظهرت عليهم.

٨ - وقال عامة أهل الإسلام: لا يجوز أن يقدر الله - سبحانه - مخلوقاً على خلق الأجسام ولا يوصف البارئ بالقدرة على أن يقدر أحداً على ذلك ولو جاز ذلك لم يكن في الأشياء دلالة على أن خالقها ليس بجسم.

٩ - وأما الحياة والموت وسائر الأعراض فقد أنكر الوصف لله - سبحانه - بالقدرة على الإقدار عليها كثير من أهل النظر حتى أنكروا أن يوصف الله - سبحانه - بالقدرة على أن يقدر أحداً على لون أو طعم أو رائحة أو حرارة أو برودة وكل عرض لا يجوز أن يفعله الإنسان فحكمه هذا الحكم عندهم وهذا قول أبي الهذيل والجبائي.

١٠ - وقال قوم: يجوز أن يقدر الله - سبحانه - عباده على فعل الألوان والطعوم والأراييح والإدراك بل قد أقدرهم على ذلك ولا يجوز أن يقدر أحداً على الحياة والموت وهذا قول بشر بن المعتمر.

١١ - وكان أبو الحسين الصالحي يقول في كل الأعراض من الحياة والموت وغيرهما: إن الله قادر على أن يقدر عباده على ذلك وينكر الوصف لله بالقدرة على أن يقدرهم على الجواهر.

١٢ - وقال النظام: لا يجوز أن يقدر الله - سبحانه - أحداً إلا على الحركات لأنه لا عرض إلا الحركات وهي جنس واحد ولا يجوز أن يقدر على الجواهر ولا على أن يخلق الإنسان في غيره حياة.

١٣ - وقال أكثر المعتزلة: إن الله قد أقدر العباد أن يفعلوا في غير حيزهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>