للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة» صفة أو بدل من «فئتين» بدل تفصيل، نحو:

حَتَّى إِذَا مَا اسْتَقَلَّ النَّجْمُ فِي غَلَسٍ ... وَغُودِرَ البَقْلُ مَلْوِيٌّ وَمَحْصُودُ (١)

أي: بعضه ملوي، وبعضه محصود، ويجوز عربية نصب «فئةً»، و «كافرةً» على الحال من الضمير، أي: التقتا مختلفتين، وقرئ (٢): «فئةً» بالنصب على المدح، أي: أمدح فئة، وأخرى كافرة بالنصب على الذم، أي: وأذم أخرى، وعلى القراءتين ليس بوقف، والوصل أولى.

{رَأْيَ الْعَيْنِ} [١٣] حسن، وقيل: كاف.

{مَنْ يَشَاءُ} [١٣] تام.

{لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (١٣)} [١٣] أتم منه، ولا وقف من قوله: «زين للناس» إلى «والحرث»؛ لأنَّ العطف صيرها كالشيء الواحد.

{وَالْحَرْثِ} [١٤] حسن، ومثله «الدنيا».

{الْمَآَبِ (١٤)} [١٤] تام، قال السدي: حسن المنقلب هو الجنة، أصل المآب: المأوب، نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها، فقلبت الواو ألفًا، وهو هنا اسم مصدر، أي: حسن الرجوع.

{مِنْ ذَلِكُمْ} [١٥] كاف؛ لتناهي الاستفهام إلى الإخبار، ثم يبتدئ «للذين اتقوا عند ربهم جنات» برفع «جنات» على الابتداء، و «للذين» خبره، والكلام مستأنف في جواب سؤال مقدر، كأنَّه قيل: ما الخير؟ فقيل: للذين اتقوا عند ربهم جنت، مثل قوله: «قل أفأنبئكم بشر من ذلكم»، ثم قال: النار وعدها الله الذين كفروا، ويضعف هذا الوقف من جعل قوله: «عند ربهم» متعلقًا بـ «خير»، وإن رفع (٣): «جناتٌ» خبر مبتدأ محذوف تقديره: ذلك جنات -كان الوقف على «عند ربهم» حسنًا، وليس بوقف لمن خفض (٤): «جناتٍ» بدلًا من «خير»، ولا يوقف على ما قبل «جنات»، ولا «عند ربهم»،


(١) البيت من بحر البسيط، وقائله ذو الرُمَّة من قصيدة يقول في مطلعها:
يا دارَ مَيَّةَ لَم يَترُك لَنا عَلَما ... تَقادُمُ العَهدِ وَالهوجُ المَراويدُ
- الموسوعة الشعرية
(٢) وهي قراءة ابن السميفع وابن أبي عبلة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (١/ ٣١٤)، الإملاء للعكبري (١/ ٧٤)، البحر المحيط (٢/ ٣٩٣)، تفسير القرطبي (٤/ ٢٥)، تفسير الرازي (٢/ ٤١٤).
(٣) وهي قراءة الأئمة العشرة بالإجماع.
(٤) وهي قراءة أبي حاتم ويعقوب في غير المتواتر، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (١/ ٣١٥)، الإملاء للعكبري (١/ ٧٥)، البحر المحيط (٢/ ٣٩٩)، تفسير الرازي (٢/ ٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>